الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
وفيها نازلت الفرنج اطرابلس. وفيها توفي المستعلي بالله أبو القاسم أحمد بن المستنصر بالله معدّ بن الظاهر علي بن الحاكم منصور العبيدي صاحب مصر ولي الأمر بعد أبيه ثمان سنين ومات في صفر وله تسع وعشرون سنة وفي أيامه انقطعت دولته من الشام واستولى عليها الأتراك والفرنج ولم يكن له مع الأفضل حلّ ولا ربط بل كان الأفضل أمير الجيوش هو الكلّ وفي أيامه هرب أخوه نزار الذي تنسب إليه الدعوة النزارية بقلعة الألموت فدخل الاسكندرية وبايعه أهلها وساعده قاضيها ابن عمار ومتولِّيها أفتكين فنازلهم الأفضل فبرز لحربه أفتكين وهزمه ثم نازلهم ثانيًا وظفر بهم ورجع إلى القاهرة بأفتكين ونزار فذبح أفتكين وبنى على نزار حائطًا فهلك. وأبو العلا صاعد بن سيّار الكناني قاضي القضاة بهراة روى عن أبي سعيد الصيرفي والطرازي وطائفة. وسعيد بن هبة الله أبو الحسن شيخ الأطباء بالعراق وكان صاحب تصانيف في الفلسفة والطب والمنطق وله عدّة أصحاب. وعبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري الوركي الفقيه. قال السمعاني: عمّر مائة وثلاثين سنةً وكتب إملاءً عن أبي ذرّ عمار بن محمد صاحب يحيى بن محمد ابن صاعد زرت قبره بوركة على فرسخين من بخارى. قلت: ما كان في الدنيا له نظير في علوّ الإسناد ولم يضعّفه أحد. وأبو عبد الله الكامخي محمد بن أحمد بن محمد الساوي. روى عن أبي بكر الحيري وهبة الله اللالكائي وطائفة توفي فيها ظنًا. وأبو ياسر الخياط محمد بن عبد العزيز البغدادي رجل خيِّر روى عن أبي بكر أبي علي بن شاذان وجماعة وتوفي في جمادى الآخرة. سنة ست وتسعين وأربعمائة فيها كان المصافُّ الخامس على باب خويّ بين الأخوين فانهزم محمد إلى ناحية خلاط. وفيها سار دقاق صاحب دمشق فأخذ الرحبة وتسلم حمص بعد موت صاحبها جناح الدولة المتوفي عام أول. وفيها حصرت المصريون يافا وبها الفرنج فالتقوهم. انكسرت الفرنج وقتل منهم خلق وأسر خلق. وفيها توفي ابن سوار مقرئ العراق أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار مصنف [المستنير] في القراءات كان ثقة مجودًا أقرأ خلقًا وسمع الكثير وحدّث عن ابن غيلان وطبقته. وأبو داود سليمان بن نجاح الأندلسي مولى المؤيد بالله الأموي مقرئ الأندلس وصاحب أبي عمرو الدَّاني وهو أنبل أصحابه وأعلمهم , أكثرهم تصانيف توفي في رمضان عن ثلاث وثمانين سنة. وأبو الحسن بن الرُّوش علي بن عبد الرحمن الشاطبي المقرئ قرأ القراءات على أبي عمرو الدَّاني وسمع من ابن عبد البرّ توفي في شع بان. وأبو الحسين بن البيَّار يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد المرسي قرأ على أبي عمرو الدَّاني ومكي. قال ابن بشكوال: لقي بمصر القاضي عبد الوهاب وأخذ عنه كتابه [التلقين] وأقرأ الناس وعمر وأسنّ وسمعت بعضهم ينسبه إلى الكذب توفي في المحرم وقد اختلط في آخر عمره وعاش تسعين سنة. وأبو العلاء محمد بن عبد الجبّار الفرساني الأصبهاني روى عن أبي بكر بن أبي العلاء المعدّل وجماعة. والفانيذي أبو سعد الحسين بن الحسين البغدادي روى عن أبي علي بن شاذان توفي في شوال. وأبو ياسر محمد بن عبيد الله بن كادش الحنبلي المحدّث كتب الكثير وتعب وكان قارئ أهل وأبو البركات محمد بن المنذر بن طيبان - لا طبيان - الكرخي المؤدِّب كذبه ابن ناصر. وقد روى عن عبد الملك بن بشران ومات في صفر. سنة سبع وتسعين وأربعمائة فيها اصطلح بنو ملكشاه وكان يخطب بخراسان كلها لسنجر ويسمى أخوه محمد في الخطبة واستقر بركياروق على الري وطبرستان وفارس والجزيرة والحرمين وخطب له بهذه البلاد واستقرّ محمد على العراق وأذربيجان وأرمينية وأصبهان. وفيها أخذت الفرنج جبيل صلحًا ونكثوا وأخذوا عكا بالسيف وهرب متولِّيها زهر الدولة بنا الجيوشى في البحر ونازلت الفرنج حران فالتقاهم سقمان ومعه عشرة آلاف فانهزموا وتبعتهم الفرنج فرسخين ثم نزل النصر وكرَّ المسلمون فقتلوهم كيف شاءوا وكان فتحًا عظيمًا. وفيها توفي أبو ياسر أحمد بن بندار البقال أخو ثابت روى عن بشرى الفاتني وطائفة ومات في رجب. وأبو بكر الطريثيثي أحمد بن علي بن حسين بن زكريا ويعرف بابن زهيرًا الصوفي البغدادي من أعيان الصوفية ومشاهيرهم روى عن أبي الفضل القطّان. واللاّلكائي وطائفة وهو ضعيف عاش ستًّا وثمانين سنة. وأبو علي الجاجرمي إسماعيل بن علي النيسابوري الزاهد القدوة الواعظ وله إحدى وتسعون سنة. روى عن أبي عبد الله بن باكويه وعدّة. وابو عبد الله بن البسري الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن البندار البغدادي توفي في جمادى الآخرة وله ثمان وثمانون سنة. قال السِّلفي: لم يرو لنا عن عبد الله بن يحى السكّري سواه. ودقاق شمس الملوك أبو نصر بن تاج الدولة تتش ابن السلطان ألب أرسلان السلجوقي صاحب دمشق ولي دمشق بعد أبيه عشر سنين ومرض مدة ومات في رمضان وقيل سمّوه في عنب ودفن بخانكاة الطواويس وأقام أتابكه طغتكين في السلطنة ولدًا طفلًا لدقاق وقيل بل أقدم طغتكين ألتاش أخاد قاق - وكان مسجونًا ببعلبك - وسلطنة فبقي ثلاثة أشهر وتحيّل من طغتكين فذهب بجهله إلى بغدوين صاحب القدس لكي ينصره فلم يلو عليه فتوجّه إلى الشرق وهلك. وأبو ياسر الطباخ طاهر بن أسد الشيرازي ثم البغدادي المواقيتي. روى عن عبد الملك بن وأبو مسلم السمناني عبد الرحمن بن عمر شيخ بغدادي روى عن أبي علي بن شاذان ومات في المحرم. وأبو الخطاب بن الجرّاح علي بن عبد الرحمن بن هارون البغدادي الشافعي المقرئ الكاتب الرئيس. روى عن عبد الملك بن بشران وكان لغويّ زمانه له منظومة في القراءات توفي في ذي الحجة وقد قارب التسعين. وابو مكتوم عيسى بن الحافظ أبي ذرّ عبد بن أحمد الهروي ثم السروي الحجازي ولد سنة خمس عشرة بسراة بني شبابة وروى عن أبيه [صحيح البخاري] وعن أبي عبد الله الصنعاني جملة من تواليف عبد الرزّاق. وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المديني المصري الأصل الصحّاف الناسخ والصحاف الناسخ عاش بضعًا وتسعين سنة وانتهى إليه علوّ الإسناد بأصبهان. روى عن أبي بكر بم مردويه والنقّاش وابن عقيل الباروديّ وطائفة. وأبو عبد الله بن الطلاع محمد بن فرح مولى محمد بن يحيى بن الطلاّع القرطبي المالكيّ مفتي الأندلس ومسندها وله ثلاث وتسعون سنة. روى عن يونس بن مغيث ومّكيّ القيسي وخلق وكان رأسًا في العلم والعمل قوَّالًا بالحق. سنة ثمان وتسعين وأربعمائة فيها توفي بركياروق واستولى أخوه محمد بن ملكشاه على ممالكه. وفيها التقى رضوان بن تتش والفرنج فانكسر المسلمون وأصيبوا وأخذت الفرنج حصن أرتاح. وفيها قدم المصريون في خمسة آلاف ونجدهم طغتكين بألفين فالتقوا بقرب عسقلان وثبت الجمعان حتى قتل من المسلمين فوق الألف ومن الفرنج مثلهم ثم تحاجزوا وتوادعوا الحرب. وفيها توفي الحافظ أبو علي البرداني أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي عن اثنتين وسبعين سنة في شوال روى عن ابن غيلان وأبي الحسن القزويني وطبقتهما. وكان بصيرًا بالحديث محققًا حجة. وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني روى عن أبي بكر بن أبي علي وطائفة وكان ثقة نبيلًا حدّث قديمًا. وبركياروق: السلطان ركن الدين أبو المظفر بن السلطان ملكشاه السلجوقي تملّك بعد أبيه وجرت له حروب وفتن مع أخيه على السلطنة وعاش ستًّا وعشرين سنة وكانت دولته ثلاث وثابت بن بندار أبو المعالي البقال المقرئ ببغداد روى عن أبي علي بن شاذان وطبقته وهو ثقة فاضل توفي في جمادى الآخرة. وابو عبد الله الطبري الحسين بن علي الفقيه الشافعي محدّث مكّة في شعبان واه ثمانون سنة. روى صحيح مسلم عن عبد الغافر بن محمد وكان فقيهًا مفتيًا تفقه على ناصر بن الحسين العمري وجرت له فتن وخطوب مع هيّاج بن عبيد وأهل السنَّة وكان عارفًا بمذهب الأشعري. وأبو علي الغسَّاني الحسين بن محمد الجيَّاني الأندلسي الحافظ أحد أركان الحديث بقرطبة. روى عن حكم الجذامي وحاتم بن محمد وابن عبد البرّ وطبقتهم وكان كامل الأدوات في الحديث علامة في اللغة والشعر والنسب حسن التصنيف توفي في شعبان عن اثنتين وسبعين سنة وأصابته في الآخر زمانه. وسقمان بن أرتق بن أكسب التركماني صاحب ماردين وجدّ ملوكها كان أميرًا جليلًا فارسًا موصوفًا حضر عدّة حروب توفي بالشام. ومحمد بن أحمد بن محمد بن قيداس أبو طاهر التوثي الحطاب سمع أبا علي بن شاذان والحرفي وأجاز له أبو الحسين بن بشران توفي في المحرم. ومحمد بن عبد السلام الشريف أبو الفضل الأنصاري البزاز بغدادي جليل صالح. روى عن البرقاني وابن شاذان وتوفي في ربيع الآخر. ونصر الله بن أحمد بن عثمان أبو علي الخشنامي النيشابوري ثقة صالح عالي الإسناد روى عن أبي عبد الرحمن السلمي والحيري وطائفة. سنة تسع وتسعين وأربعمائة فيها ظهر بنهاوند رجل ادعّى النُّبوّة وكان ساحرًا صاحب مخاريق فتبعه خلق وكثرت عليهم الأموال وكان لا يدّخر شيئًا فأخذ وقتل ولله الحمد. وفيها ظفر طغتكين بالفرنج مرتين فأسر وقتل وزيّنت دمشق. وفيها أخذت الفرنج حصن فامية وأما طرابلس ففتحت الحصار والمسلمون يخرجون منها وينالون من الفرنج فمرض ملكهم صنجيل ومات وحمل فدفن بالقدس وأقامت الفرنج غيره. وفيها مات أبو القاسم عبد الله بن علي بن إسحاق الطُّوسي أخو نظام الملك سمع أبا حسان المزكّي وأبا جفص بن مسرور وعاش خمسًا وثمانين سنة. وأبو منصور الخيّاط محمد بن أحمد بن علي البغدادي الزاهد أحد القرّاء ببغداد روى عن عبد الملك بن بشران وجماعة وكان عبدًا صالحًا قانتًا لله صاحب أوراد واجتهاد. قال ابن ناصر: كانت له كرامات توفي في المحرم وقال غيره: ولد سنة إحدى وأربعمائة رحمه الله. وأبو البركات بن الوكيل محمد بن عبد الله بن يحيى الخيّاز الدبّاس الكرخي قرأ بالروايات على أبي العلا الواسطي والحسن بن الصَّقر وجماعة وتفقه على أبي الطيّب الطبري وسمع من عبد الملك بن بشران وكان يتَّهم بالاعتزال ثم تاب وأناب توفي في ربيع الأول عن ثلاث وتسعين سنة. وأبو البقاء الحبّال المعمّر بن محمد بن علي الكوفي الخزاز روى عن جناح بن نذير المحاربي وجماعة توفي في جمادى الآخرة بالكوفة. سنة خمسمائة فيها غزا السلطان محمد بن ملكشاه الباطنية وأخذ قلعتهم بأصبهان وقتل صاحبها أحمد بن عبد الملك بن عطاش وكان قد تمّكها اثنتي عشرة سنة وهي من بناء ملكشاه بناها على رأس جبل وغرم عليها ألأفي ألف دينار. وفيها غرق قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب قونية ووجد وقد انتفخ. وفيها توفي أبو افتح الحدّاد أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأصبهاني التاجر وكان ورعًا ديّنًا كثير الصّدقات توفي في ذي القعدة عن اثنتين وتسعين سنة روى عن أبي سعيد النقّاش وخلق وأجاز له من مرّ وإسماعيل بن ينال المحبوبي. وأبو المظفّر الخوّافي أحمد بن محمد بن مظفر الشافعي العلامة عالم أهل طوس ورفيق الغزالي ونظيره وكان عجيبًا في المناظرة رشيق العبارة برع عند إمام الحرمين ودرس في أيامه. وجعفر بن أحمد بن حسين أبو محمد البغدادي المقرئ السرّاج الأديب روى عن أبي علي بن شاذان وجماعة وكان ثقة بارعًا أخباريًا علامة كثير الشعر حسن التصانيف توفي في صفر. وأبو غالب الباقلاَّني محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن البغدادي الفامي الرجل الصالح روى عن ابن شاذان والبرقاني وطائفة توفي في ربيع الآخر عن ثمانين سنة. وأبو الحسين بن الطُّيوري المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن قاسم الصيَّرفي البغدادي المحدِّث سمع أبا علي بن شاذان فمن بعده. قال ابن السمعاني: كان مكثرًا صالحًا أمينًا صدوقًا صحيح الأصول صيِّنًا وقور كثير الكتابة وقال غيره: توفي في ذي القعدة عن تسع وثمانين سنة وكان عنده ألف جزء بخط الدارقطني. والمبارك بن فاخر أبو الكرم الدبّاس الأديب من كبار أئمة اللغة والنحو ببغداد وله مصنفات. روى عن القاضي أبي الطيّب الطبري وأخذ العربية عن عبد الواحد بن برهان رماه ابن ناصر بالكذب في الرواية توفي في ذي القعدة عن سبعين سنة. ويوسف بن تاشفين أمير المسلمين سلطان المغرب أبو يعقوب الَّلمتوني البربري الملثّم توفي في ثالث المحرم عن تسعين سنة وكان أكبر ملوك الدنيا في عصره ودولته بضع وثلاثون سنة وكان بطلًا شجاعًا عادلًا عديم الرفاهية قشب العيش على قاعدة البربر اختط مرّاكش وأنشأها في سرح وصيّرها دار الإمارة وكثرت جيوشه وبعد صيته وتملك الأندلس ودانت له الأمم وفي آخر أيامه بعث رسولًا إلى العراق يطلب عهدًا من المستظهر بالله فبعث له بالخلع والتقليد واللواء وأقيمت الخطبة العباسيّة بممالكه وعهد بالأمر من بعده إلى ابنه عليّ الذي خرج عليه ابن تومرت. سنة إحدى وخمس مائة فيها كانت وقعةٌ كبيرة بالعراق بين سيف الدولة صدقة بن منصور ابن دبيس أمير العرب وبين السلطان محمَّد فقتل صدقة في المصافّ. وفيها كان الحصار على صور وعلى طرابلس والشام في ضرٍّ مع الفرنج. وفيها توفي تميم بن المعز بن باديس السلطان أبو يحيى الحميري صاحب القيروان. ملك بعد أبيه وكان حسن السّيرة محبًا للعلماء مقصدًا للشعراء كامل الشجاعة وافر الهيبة. عاش تسعًا وسبعين سنة. وامتدّت أيامه وكانت دولته ستًّا وخمسين سنة وخلّف أكثر من مائة ولد وتملّك بعده ابنه يحيى. وأبو علي التككِّي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز البغداديّ في رمضان. روى عن أبي عليّ بن شاذان. وصدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأمير سيف الدولة ابن بهاء الدولة الأسديّ الناشري ملك العرب وصاحب الحلّة السيفيّة اختطّها سنة خمس وتسعين وأربع مائة ووقع بينه وبين السلطان فالتقيا فقتل صدقة يوم الجمعة سلخ حمادي الآخرة وقتل معه ثلاثة آلاف فارس وأسر ابنه دبيس وصاحب جيشه سعيد بن حميد. وكان صدقة شيعيًّا له محاسن ومكارم وحلمٌ وجود. ملك العرب بعد أبيه اثنتين وعشرين سنة. ومات جدّه سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة. والدُّونيّ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الصوفيّ الرجل الصالح راوي السُّنن عن أبي نصر الكسّار وكان زاهدًا عابدًا سفيانيّ المذهب. وأبو سعد الأسديُّ محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد البغداديُّ المؤدّب. روى عن أبي عليّ بن شاذان ضعّفه ابن ناصر. وأبو الفرج القزوينيّ محمد ابن العلامة أبي حاتم محمود بن حسن الأنصاريّ. فقيهٌ صالحٌ. استملى عليه السَّلفي مجلسًا مشهورًا. توفي في المحرم. سنة اثنتين وخمس مائة فيها حاصر جاولي الموصل وبها زنكي بن جكرمش. فنجده السلطان قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب الروم. ففرّ جاولي ودخل قلج الموصل وحلفوا له. ثم التقى جاولي وقلج أرسلان في ذي القعدة فحمل قلج أرسلان بنفسه وضرب يد حامل العلم بأبانها ثم ضرب جاولي بالسيف فقطع الكزاغند فحمل أصحاب جاولي على الروميّين فهزموهم وبقي قلج أرسلان في الوسط فهمز فرسه ودخل الخابور. فدخل به الفرس في ماءٍ عميق غرّقه وطفا بعد أيام فدفن. وساق جاولي فأخذ الموصل وظلم وغشم. وفيها التقى طغتكين أتابك دمشق وابن أخت بغدوين بطبريّة فأسره طغتكين وذبحه وبعث بالأسرى إلى بغداد. ثم عقد بغدوين وطغتكين الهدنة أربع سنين. وفيها تزوج المستظهر بالله بأخت السُّلطان محمد. وفيها ظهرت الإسماعيليّة بالشام وملكوا شيزر بحيلةٍ. فجاء عسكرها من الصيد فأصعدهم الذريّة في الجبال واقتتلوا بالسكاكين. فخذلت الباطنيّة وأخذتهم السيوف فلم ينج منهم أحدٌ وكانوا مائة. وفيها قتلت الباطنيَّة بهمذان قاضي قضاة أصبهان عبيد الله بن عليّ الخطيبيّ. وقتلت بإصبهان يوم عيد الفطر أبا العلاء صاعد بن محمد البخارىّ وقيل النيسابوريّ الحنفيّ المفتي أحد الأئمة عن خمسٍ وخمسين سنة. وقتلت بجامع آمل يوم الجمعة في المحرّم فخر الإسلام القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بت إسماعيل الروياني شيخ الشافعية وصاحب التصانيف وشافعيّ الوقت. أملى [مجالس] عن أبي غانم الكراعي وأبي حفص بن مسرور وطبقتهما وعاش سبعًا وثمانين سنة. وعظم الخطب بهؤلاء الملاعين وخافهم كلُّ أمير وعالمٍ لهجومهم على الناس. وفيهها توفي أبو القاسم الرَّبعيُّ عليُّ بن الحسين الفقيه الشافعيُّ المعتزليُّ ببغداد. روى عن أبي الحسن بن مخلد البزّاز وابن بشران. توفي في رجب عن ثمانٍ وثمانين سنة. ومحمّد بن عبد الكريم بن خشيش أبو سعد البغدادي في ذي القعدة عن تسعٍ وثمانين سنة وأبو زكريا التبريزي الخطيب صاحب اللغة يحيى بن عليّ بن محمد الشيباني صاحب التصانيف. أخذ اللغة عن أبي العلاء المعرّي. وسمع من سليم بن أيّوب بصور وكان شيخ بغداد في الأدب. توفّي في جمادى الآخرة عن إحدى وثمانين سنة. سنة ثلاث وخمس مائة في ذي الحجّة أخذت الفرنج طرابلس بعد حصار سبع سنين وكان المدد يأتيها من مصر في البحر. وفيها أخذوا بانياس وجبيل. وفيها أخذ تنكر ابن صاحب انطاكية طرسوس وحصن الأكراد. وفيها توفي أبو بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمّار ببغداد. روى عن الحرفي وابن شاذان. ضعَّفه شجاع الذهلي. وتوفي في صفر عن اثنتين وتسعين سنة. وأبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدِّهستاني الرُّؤاسيُّ الحافظ. طوّف خراسان والعراق والشام ومصر وكتب مالا يوصف وروى عن أبي عثمان الصابوني وطبقته. توفي بسرخس. وأبو سعد المطرِّز محمد بن محمد بن محمد الإصبهانيُّ في شوّال عن نيّف وتسعين سنة. . سمع الحسين الحسين بن إبراهيم الجمّال وأبا علي غلام محسن وابن عبد كويه. وهو أكبر شيخ للحافظ أبو موسى المديني سمع منه حضورًا. سنة أربع وخمس مائة فيها اخذت الفرنج بيروت بالسيف ثم أخذوا صيدا بالمان. وأخذ صاحب أنطاكية حصن الأثارب وحصن ذردنا. وعظم المصاب وتوجّه خلقٌ من المطوّعة يستصرخون الدولة ببغداد على الجهاد واستغاثوا وكسروا منبر جامع السلطان وكثر الضجيج. فشرع السلطان في أهبة الغزو. وفيها توفي إسماعيل بن أبي الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسي ثم النيسابوريّ أبو عبد الله. روى عن أبي حسّان المزكيّ وعبد الرحمن بن حمدان النَّصروي وطبقتهما. ورحل فأدرك أبا محمد الجوهريّ ببغداد توفي في ذي القعدة عن إحدى وثمانين سنة. وأبو يعلى حمزة بن محمّد بن عليّ الزينبي البغداديُّ أخو طراد الزّينبي. توفي في رجب وله سبع وتسعون سنة. والعجب كيف لم يسمع من هلال الحفّار. روى عن أبي العلاء محمد بن علي الواسطيّ وجماعة. والكيا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ الطبرستاني الهرَّاسي الشافعيّ عماد الدين شيخ الشافعيّة ببغداد. تفقّه على إمام الحرمين. وكان فصيحًا مليحًا مهيبًا نبيلًا. قدم بغداد ودرّس بالنظاميّة. وتخرّج به الأصحاب. وعاش أربعًا وخمسين سنة. وأبو الحسين الخشّاب يحيى بن عليّ بن الفرج المصرّ شيخ الإقراء. قرأ بالروايات على ابن نفيس وأبي الطاهر إسماعيل بن خلف وأبي الحسين الشيرازي وتصدّر لٌقراء. سنة خمس وخمس مائة فيها جاءت عساكر العراق والجزيرة لغزو الفرنج فنازلوا الرُّها فلم يقدروا ثم ساروا وقطعوا الفرات ونازلوا تلّ باشر خمسة وأربعين يومًا فلم يصنعوا شيئًا واتفق موت مقدّمهم واختلافهم. فردُّوا وطمعت الفرنج في المسلمين وتجمعّوا مع بغدوين فحاصروا ضور مدّةً طويلة. وفيها كانت ملحمةٌ كبيرةٌ بالأندلس بين ابن تاشفين والأدفونش. ونصر المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا مالا يعبَّر عنه وذلَّت الفرنج. و فيها توفي أبو محمد بن الآبنوسي عبد الله بن علي البغدادي الوكيل المحدِّث أخو الفقيه أحمد بن عليّ. سمع من أبي القاسم التنوخي والجوهريّ. توفي في جمادى الأولى. وأبو الحسن بن العلاف عليُّ بن محمد بن عليّ بن محمد البغدادي الحاجب مسند العراق وآخر من حدَّث عن الحمَّامي. وكان يقول: ولدت في المحرّم سنة ست وأربع مائة وسمعت من أبي الحسين بن بشران. توفي في المحرّم عن مائة إلا سنةً. وكان أبوه واعظًا مشهورًا. وأبو حامد الغزّالي زين الدين حجّةّ الإسلام محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسيُّ الشافعيُّ أحد الأعلام. تلمذ لإمام الحرمين ثمَّ ولاه نظام الملك تدريس مدرسته ببغداد. وخرج له الأصحاب وصنّف التصانيف مع التصوّن والذكاء المفرط والاستبحار من العلم. وفي الجملة ما رأى الرجل مثل نفسه. توفي في رابع عشر جمادى الآخرة بالطّابران قصبة بلاد طوس وله خمسٌ وخمسون سنة. والغزّالي هو الغزّال و كذا العطّاري وهو العطار والخبّازي على لغة أهل خراسان. سنة ست وخمس مائة وفيها توفي أبو غالب أحمد بن محمد بن أحمد الهمذانيُّ العدل. روى عن أبي سعيد عبد وفيها أبو القاسم إسماعيل بن الحسن السنجبستي الفرائضي توفي في صفر بسنجبست وهي على مرحلة من نيسابور. روى عن أبي أبي بكر الحيري وأبي سعيد الصيرفي وعاش خمسًا وتسعين سنة. والفضل بن محمد بن عبيد القشيريُّ النيسابوريُّ الصوفيُّ العدل. روى عن أبي حسان المزكيّ وعبد الرحمن النَّصروي وطائفة. وعاش خمسًا وثمانين سنة وهو أخو عبيد القشيري. وأبو سعد المعمَّر بن عليّ بن أبي عمامة البغداديّ الحنبليّ الواعظ المفتي. كان يبكي الحاضرين ويضحكهم وله قبولٌ زائدٌ وسرعة جوابٍ وحدّة خاطر وسعة دائرة روى عن ابن غيلان وأبي محمد الخلال. توفي في ربيع الأوّل. سنة سبع وخمس مائة في المحرّم التقى عسكر دمشق والجزيرة وعسكر الفرنج بأرض طبرية وكانت وقعةً مشهورةً. فقتلهم المسلمون قتلًا ذريعًا وأسروهم. وممن أسر ملكهم بغدوين صاحب القدس لكن لم يعرف فبذل شيئًا للّذي أسره فأطلقه. ثم أنجدتهم عساكر انطاكية وطرابلس وردّت المنهزمين فعقب لهم المسلمون وانحاز الملاعين إلى جبل ورابط الناس بإزائهم يرمونهم فأقاموا كذلك ستة وعشرين يومًا. ثم سار المسلمون للغلا فنهبوا بلاد الفرنج وضياعهم ما بين القدس إلى عكّا. وردّت عساكر الموصل وتخلَّف مقدّمهم مودود عند طغتكين بدمشق وأمر العساكر بالقدوم بالربيع فوثب على مودود باطنيٌ يوم جمعةٍ فقتله وقتلوا الباطنيّ. ودفن مودود عند دقاق بخانكاه الطواويس ثم نقل إلى إصبهان. وفيها توفي أبو بكر الحلوانيُّ أحمد بن عليّ بن بدران ويعرف بخالوه. ثقة زاهد متعبد. ورى عن القاضي أبي الطيّب الطبري وطائفة. ورضوان صاحب حلب ابن تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان السلجوقيّ. ومنه أخذت الفرنج انطاكية. وملّكوا بعده ابنه ألب أرسلان الأخرس. وشجاع بن فارس أبو غالب الذهليُّ السُّهروردي ثم البغدادي الحافظ وله سبعٌ وسبعون سنة. نسخ ما لا يدخل تحت الحصر من التفسير والحديث والفقه لنفسه وللناس حتى إنه كتب شعر ابن الحجّاج سبع مرّات. روى عن ابن غيلان وعبد العزيز الأزجيّ وخلق توفي في جمادى الأولى. والشاشيُّ المعروف بالمستظهريّ فخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين. شيخ الشافعية. ولد بميّافارقين سنة تسع وعشرين وتفقّه على محمد بن ببيان الكازرونيّ ثم لزم ببغداد الشيخ أبا إسحاق وابن الصبّاغ. وصنّف وأفتى وولّي تدريس النظاميّة وتوفي في شوّال ودفن عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي. ومحمد بن طاهر المقدسيُّ الحافظ أبو الفضل ذو الرحلة الواسعة والتصانيف والتعاليق. عاش ستّين سنة وسمع بالقدس أوّلًا من ابن ورقاء وببغداد من أبي محمد الصريفيني وبنيسابور من الفضل بن المحبّ وبهراة من بيبى وبإصبهان وشيراز والريّ ودمشق ومصر من هذه الطبقة. وكان من أسرع الناس كتابة وأذكاهم وأعرفهم بالحديث. والله يرحمه ويسامحه. قال إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ: أحفظ من رأيت محمد بن طاهر. وقال السلفيُّ: سمعت ابن طاهر يقول: كتبت البخاري ومسلم وسنن أبي داود وابن ماجه سبع مرّات بالوراقة. توفي ببغداد في ربيع الأول. وأبو المظفّر الأبيوردي محمد بن أبي العبّاس الأمويُّ المعاويُّ اللغويُّ الشاعر الأخباريّ النسّابة صاحب التصانيف والفصاحة والبلاغة. وكان رئيسًا عالي الهمّة ذا بأوٍ وتيهٍ وصلف. توفي بإصبهان مسمومًا. وابن اللبّانة أبو بكر محمد بن عيسى اللخميّ الأندلسيّ الأديب. من جلّة الأدباء وفحول الشعراء. له تصانيف عديدة في الآداب. وكان من شعراء دولة المعتمد والمؤتمن بن أحمد بن عليّ أبو نصر الربعيُّ البغداديُّ الحافظ ويعرف. بالسّاجيّ. حافظٌ محققٌ واسع الرِّحلة كثير الكتابة متين الورع والديانة. روى عن أبي الحسين بن النقور وأبي بكر الخطيب وطبقتهما بالشام والعراق وإصبهان وخراسان. وتفقّه وكتب [الشامل] عن مؤلفه ابن الصبّاغ. توفي في صفر عن اثنتين وستين سنةً. وكان قانعًا متعفّفًا.
|